غير مصنف

د. الصادق البشير يكتب.. هارون من محركات كوامن الأمة

نقاط متقاربة
د.الصادق البشير أحمد

*نقطة اولى*

الحياة لا تمضى على وتيرة واحدة ، والسجن لم يخمد النار المتوثبة في القلوب الحية والسجن يملأ القلوب المؤمنة كما تملأ افئدة الصادقين نعيم الحياة ووحشة القبر وبحبوحات الجنة ، الحية تتحرك ولم تقف ، والاجيال تتعاقب فمثلما عمرو يأتي زيد ومثلما بطولة خالد يخلفه اباعبيدة وذاك عمر وعلي وعثمان . تلك أمة قد خلت وهذه آتية ، عوامل عديدة يراد تحريكها من موقع الى آخر ، تتجدد قواها الفاعلة بتوجيه طاقتها المنتجة بقصد تعمير الحياة وتوجيه قدرات الإنسان في الأنشطة الحياتية في الإقتصاد والسياسة والثقافة والاجتماع وشعاب الحياة الأخرى، لتبدأ الأمة في مشوار الصعود نحو القمة والوصول لأعلى درجات الحيوية والقدرة على العطاء، وتختلف الأمم في طريق الصعود والنهضة بإختلاف محركاتها وقوة قادتها وفكر تنظيمها وعوامل الدفع الأساسية فيها التي تختزل الوقت وتوظف الجهد تلك الأمم تأسست على التراكم المستمر لجهود الأجيال ومدار ذلك كله قوة المحرك وتدرج دفعه وتحريكه للقوى الكامنة وعلى المنهج وسلامة بنائه الذي يحفظ اللحمة الوطنية من الإنهيار ويعطيها الإستمرارية والتجدد.

*نقطة ثانية*

بالطبع هناك مسلمات وممسكات وطنية تحرك المفاصل وتساعد في حريات الدم في مسيرة الأمم كلها بدولها وشخوصها وأيامها وظروفها المتنوعة، فإذا ضعفت تلك المحركات وتصدع المنهج المتبع في إدارة الشأن العام تعتري الأمة عوامل الضعف والتحلل والجمود كالتي بين أيدينا ، ويبدأ عطاؤها في النقصان ووقتها تتراجع المحفزات والتقدم وتفتر العزائم وتعيش الأمة على امجادها وهي متبلدة ومرتكزة على رصيدها التاريخي وهي ميتة تكرر النتائج وربما تتأخر بفعل التجارب غير الناضجة ، حينها تعجز اجيالها أن تضيف جديداً بل تعجز حتى من الحفاظ على مكتسباتها في الرأي والمشورة والفكرة التي بُنيت بدماء الرجال الأشداء ، فإذا توقفت المحركات وغاب المنهج الفاعل وفقاً لمقتضيات طبيعة الناس ومعتقداتهم وبدأت المكتسبات في التآكل فكراً ومنشطاً دخلت الأمة الى مراحل التراجع والهبوط والتدهور فالنقاط المضيئة في حركة المجتمع وتعبئته وتوضيب حركة بنائه التقدمية خاضعة احياناً لأفكار الأفراد وتجربتهم الخاصة فاذا صبغت هذه المجتمعات بمنهج وطني خالص مثل نفير نهضة كردفان الذي بناء الطريق والمدرسة والمستشفى وعبأ اذهان الناس للإنفاق والتبرع الحلال بعيداً عن التضيق والمصالح الخاصة مرتكزاً على الوحدة والكلمة والتوجه ولامس وجدانها الإيمان الصادق انطلقت قواها الفتية وتجددت عزائمها وتبارك سعيها في السياسة والإقتصاد ونواحي الحياة وزكت منجزاتها وانطلقت تنشر النور في ربوعها وتنشد العدل والمساواة بين الجميع ، والعكس الشاخص إذا انغمست في الدعة والترف بستار الحرية البراقة وإعلامها الكذوب وركزت على الدنيا خبأ ايمانها وانطفأت فاعليتها ودبّ فيها الضعف والهوان والإختلاف والتنازع والقتال ، ولم نبتعد كثيرا عن سلف الأمة وشواهدها وحالاتها ومحطاتها كيف كانت وكيف انطلقت لنبشر بوعد جديد يحمل هذه الروح المتوثبة ليلتف الناس ضحىً يفخرون وينجزون ويدافعون وينتجون.

*نقطة ثالثة*

القيادة المدنية المسنودة التي تمثلت في مولانا احمد هارون منذ العام 2013م والى العام 2018م كلفت نفسها بواجب اقرب الى نفوس الجماهير المتعطشة للنماء والرخاء والبناء بل امتلأت قلوب اهل الريف والحضر على امتداد طريق الصادرات بين عاصمة البلاد وعاصمة الإقليم مدينة الأبيض بأن لهم طريق ، وأن الوالي قد زارهم في دارهم وتفقد احوالهم، وأن الوالي قد وقف على أرضهم وأكل من طعامهم وتآنس بغرضهم في مدن جريجخ وام قرفة وجبرة الشيخ. وهو نفسه الذي وقف على تأسيس مدارس النفير ودوانكي المياة في قرى ما زارتها الحكومة من قبل، ولا لامست وجدانها سلطات ولا سمع اطفالها صفير السرينة الرئاسية ، بل وقد هبطت طائرة النائب الأول لأكثر من مرة جواري الهبوبية وام صيقعون والداخلة والكيلو صفر والكيلو سبع وثلاثين والكيلو مائة والحجاب والإنداربة لمتابعة الأسفلت والخرصان والأيدي السودانية . من المحركات للكتابة التوثيقية في هذا الزمان ولمثل هذا القلم الشاهد أن طريق بارا ام درمان وضع حجر أساسه في العام 1982م ، لكن الأساس لم ينبت وما أثمر ولم ينمو الا حين تقوية المحرك في الوقت والهمة والعزيمة والنظرة الطويلة لأن اليقين بالتكليف ابلغ ثقة متشبعة مؤمنة بعظم المهمة مدركة للأمانة ومسؤولية ابلاغ الآخرين لإخراج الناس الى بر الأمان ورحابه العيش . هذه تفضيلات ومحركات عوامل جعلها هارون الحبيس قابلة للتنفيذ والى وحدة كلمة اهل كردفان بكامل فصائلهم وقطاعاتهم وفئاتهم بل ومعتقداتهم فأصبح حزبهم النفير الم يشترك لجانه الحزب الشيوعي ،حزب البعث ، حزب الأمة ، الحزب الإتحادي ، ناهيك عن شباب ما عرفوا للأحزاب طريقاً غير همة الوطن وهم الأكثر في القطاع الرياضي والثقافي والاجتماعي العام ، تلك حقبة شكلت محركاً قوياً ودفعاً معنوياً احدث حركة دفع مذهلة وتغيير سريع في شكل الحياة وشعابها من الفكر والأدب والفنون والعلوم والعمران، وقبل هذا يقيني أن ذلك اورث القدرة على تعديل عادات الناس وسلوكياتهم الى الموجب وتجديد الرؤي والأفكار التي عالجت المشكلات كما أن استخدام هذه المحركات جدير بتوفير الإستعداد النفسي والقوة الروحية والآمال العراض المهتدية لدوافع الخير والحق والجمال.

*جملة النقاط*

الإستقرار السياسي المطلوب ليس ندوات وبيانات أو جمهرة ومهرجان وفنون وليالي خطابية رغم أنها من متطلبات وسائل الإقناع لكنه مخطط عملي مرتبط بأهداف مرسومة لمسار قاصد تنتهي الى حلول ونتائج تظهر الجهد بشكله النهائي في نمط حياة متكامل يتجاوز سلبيات الماضي المعيقة للتقدم ويوجد اتجاهات جديدة بناءة وجريئة في المجتمع المستهدف مولانا هارون ابن كردفان وفارسها يظل ثمراً ينتج ، ورمزاً يبقى شامخاً ، ومحطة إنتقال أمة لأجل جيل يريد التحرك من الوهن والقعود الى المواجهة والصعود تطوراً اجتماعياً لرفاهية العيش واستقرار الناس وأمن مظاهر الحياة ، هذه محصلات مما تحتاجه كردفان دون غيرها وفي هذا يجب أن يتقف الجميع.

ونلتقي

Mariod Ads

مريود برس دقة الخبر واعتدال الرأي موقع إخباري شامل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى