في ورشة دور الاعلام في معركة الكرامة وزير الاعلام هل ينجح في ابعاد الصحفيين من الصراعات الايدلوجية
تقرير سعاد الخضر
تواجه وزير الاعلام خالد الاعيسر تحديات كبيرة فيما يتعلق باستمرار الانقسامات وسط الكيانات والتنظيمات الصحفية حيث أن الفترة الانتقالية شهدت خلافات حادة بشأن طريقة تكوين نقابة الصحفيين السودانيين الذين أصبحوا مجموعتين مجموعة تمسكت بضرورة أن يتم تكوين النقابة وفق القوانين السودانية بعيدا عن التكتلات السياسية والحزبية واخرى وهي المجموعة التي اصرت على تكوين النقابة وفق قانون منظمة العمل الدولية
وبدأت معركة النقابة بالطعن الذي تقدمت به القاعدة الصحفية المستقلة التي قاطعت انتخابات النقابة في نهاية المطاف
وكان من اللافت أنه على الرغم من عدم إجازة قانون النقابات السوداني وكان الاجدى استخدام الشرعية الثورية عقب سقوط النظام واستلام مقر اتحاد الصحفيين والضغط لتشكيل لجنة تسيير الى حين اجراء انتخابات حتى يتم تشكيل الاتحاد بصورة ديمقراطية لتمثيل الصحفيين
وكما هو معروف فإن الاتحاد ظل يسيطر عليه قيادات من النظام البائد
وعلى الرغم من أن الصحفيين شرعوا في ذلك بصورة فعلية وقاموا بتسليم مذكرة للمجلس العسكري الانتقالي طالبوا فيها بذلك إلا أن المجموعة الفاعلة اتجهت الى انشاء النقابة
بالرغم من عدم إجازة قانون النقابات
إلا أن الانتخابات قامت تحت سمع وبصر الحكومة وبدأ واضحا أن هناك طرف ما فيها يقف خلف النقابة فضلا عن التساؤلات التي اثيرت بشأن تمويل الانتخابات وكيفية حصول النقابة على دار في منطقة في أرقى أحياء الخرطوم مما ترك علامات استفهامات كبيرة
وبعد الحرب زادت حدة الانقسامات وأصبح كل يوم جديد تظهر رابطة أو كيان يحمل اسم الاعلاميين والصحافة بدء برابطة الاعلاميين الالكترونية
مرورا برابطة الصحفيين السودانيين وانتهاء بالرابطة القومية للصحفيين
ولان الحرب افرزت واقع جديد عقب اغلاق الصحف أدى الى فقدان الصحفيين الى وظائفهم وتشردهم واضطر العشرات للهجرة اما الى مصر أو يوغندا
وانقسموا كذلك من الموقف حول الجيش
حيث اختارت النقابة موقف الحياد وظهرت ميولها السياسية الى تقدم
التي تسيطر عليها تنظيمات يسارية اما شبكة الصحفيين فهي معروفة بان أغلب اعضائها من الحزب الشيوعي ورغم أن ابتدار تشكيل النقابة بدأ بحل الشبكة بمشاركة عدد من قياداتها إلاان هناك من رفض تلك الخطوة
وحاولت مجموعة من داخل النقابة تصحيح مسارها وهكذا مما ذكر نلاحظ فداحة الاستقطاب الايدلوجي الذي ظلت تعاني منه الاجسام الصحفية فهل سينج وزير الاعلام في اقناعها بتجاوزه لصالح المهنية والمصلحة الوطنية وحتى نصل الى تطبيق مبدأ نقابي اصيل مفاده لكل حزبه و النقابة للجميع حيث انها من المفترض أن تقوم باقتلاع حقوق الصحفيين المهنية والخدمية على اختلاف مشاربهم السياسية
وأعلن وزير الاعلام استعداده للتعامل مع كل الاجسام الصحفية بمافيها شبكة الصحفيين السودانيين والنقابة والاتحاد وقال الاعيسر نحن نمثل الدولة وأمامنا مسؤولية وطنية وتاريخية حيال كل المكونات واشار الى ان الوسط الصحفي يعاني من استقطاب حاد في فترات سابقة وشهد حالة من التشظي ليصل الى هذه الدرجة من الفرقة والشتات وقطع بأن القلم من أقوى كل المدافع ولايقل دور الصحفيين عن حمل السلاح في المياديين
وأردف الاعيسر عانت اعداد كبيرة من الصحفيين وتضرروا من الحرب واثمن دوركم في هذه المعركة ولفت الى ان المليشيا قامت بتنفيذ مخطط دولي كبير وانفقت عليه اموال طائلة لتجيير كل المؤسسات الاعلامية لخدمة مشروع المليشيا وخاطب الصحفيين قائلا بروحكم الوطنية تصديتم لمشروع ضخم صرفت فيه ملايين الدولارات وأنتم افشلتم هذه الحملة ولفت الى أن كثير من المؤسسات الاعلامية عملت على تثبيت دعم حرب المليشيا
وكشف وزير الاعلام عن انهم في العهد الجديد يضعون في صدر أولوياتهم إعادة العمل الصحفي والاعلامي المطلوب لتلافي اثار الحرب والتلاحم الوطني ومحاربة خطاب الكراهية من خلال كل المكونات والحواضن الاعلامية بعض النظر عن التصنيفات الايدلوجية وأكد سعيهم الى ترسيخ دمج كل الاعلاميين وأعلن عن اعتزامهم تنظيم ورشة في فبراير المقبل تؤسس لمشاركة كل المكونات الاعلامية وأشار الى أنه يعتمد على اشراك العاملين في تطوير العمل حتى في المؤسسات القومية
وكشف عن تخصيص الدولة وفي مقدمتها رئيس مجلس السيادة وبقية اعضاء المجلس ميزانية مقدرة الاعلام في ميزانية العام الحالي واوضح أنه طلب من الحكومة إعادة عمل المؤسسات القومية وأثنى على دور الصحفيين في المؤسسات الخارجية وأكد استمرارهم في توفير البيئة التي تحافظ على المنهجية والموضوعية وذكر نحن لانستدعي اي مكون اعلامي يلتزم بالمهنية والمحافظة على سيادة الدولة.
من جهته اوضح رئيس رابطة الصحفيين السودانيين محي الدين شجر أن هناك تباعد بين الحكومة والاعلام في اوقات السلم لأن الحكومة تحاول أن تخفي بعض الحقائق ولكن في الحرب هناك تقارب بين الحكومة والاعلام واعرب عن امله في ان تخرج توصيات الورشة بمايمكن من ادارة اعلام مؤسسي ولفت الى إن الاعلام بعد الحرب مر بظروف قاسية جدا حيث فقد الاعلاميين مصادر رزقهم ورغم ذلك ظلوا يقاومون الاغراءات من مليشيا الدعم السريع وأكد أنهم لهم دور كبير في عكس الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا في حق المواطنين
وأعلن عن الورشة ستطرح ميثاق الكرامة للاعلاميين في معركة الكرامة
وفي السياق اكد والي ولاية البحر الاحمر الفريق محمد نور أن معركة الكرامة ليست عسكرية فقط وإنمااعلامية ودبلوماسية ونوه الى دور الاعلاميين في فضح ماتقوم به المليشيا وقال الوالي لابد من توثيق الاعمال الشنيعة التي يقوم بها هؤلاء الاوباش واشار الى ان الحرب انحرفت عن مسارها الطبيعي بسبب الانتهاكات المستمرة التي ظلت ترتكبها المليشيا ضد المواطنين العزل خاصة النساء والاطفال .
وطالب بتوسيع دور الاعلاميين في الولايات والمدن الامنة لفضح هذه الانتهاكات وشدد على ضرورة عكس الاعلام للحقائق وأثنى على الحراك الاعلامي الذي احدثه الصحفيين النازحين ودورهم الفاعل في عكس نشاطات الولاية