د.خالد مريود يكتب: (مالية القضارف مبادرات بحجم الوطن.)
قبل يومين من كتابة هذا المقال قدمت لى دعوة كريمة من إحدى معلمات ولاية القضارف تربطنى بها صلة وثيقة وبينما كنت كنت أرتشف فنجان من القهوة سمعت طرقا خفيفا على بابها فهبت واقفة واتجهت نحو الباب وإذا بإثنين من زملائها ينزلون حزما من المواد الغذائية وهى تبتسم فرحة ثم ردت على بأنها مواد دفعت بها اليهم وزارة المالية .. حقيقة سعدت بسعادة وسعدت اكثر حين رأيت البسمة على وجوه أطفالها وهم يتفحصون تلك السلال الغذائية.
وحين سألت أكثر عرفت أنها مبادرة كريمة ضمن مبادرات وزارة المالية بولاية القضارف لتخفيف اعباء المعيشة على قطاع عريض من موظفين وعمال وكتبة وغيرهم وهي السلة الثانية ضمن حزمة كبيرة من المعالجات التى قامت وتقوم بها الوزارة بكلفة تجاوزت ال2 ترليون ونصف الترليون شملت المواد الغذائية والاستهلاكية الضرورية لسد حاجة العامل عقب تأخر المركز في عملية سداد الأجور منذ حرب أبريل بالخرطوم ولم تكتفي الوزارة بذلك فقط بل إستمرت مبادراتها بإعلان مؤخرا عن (سلفية) لكل الدرجات الوظيفية وقد مازحت إحدى الموظفات ب(السفلية) ممازحا لها.. (سلفونا معاكم) فضحكت وأنصرفت وبتلك الضحكة الضاجة بالفرد رددت فى داخلى كم هي جميلة تلك المبادرات فى ظل ظروف كالتى نعيشها جميعا هذه الأيام بفعل هذه الحرب اللعينة التى أضرت بالناس ومصالحهم بل أوقفت حياة الكثيرين وحطمت أحلامهم وآمالهم.
وليس هذا وحده بالطبع فهناك الصرف على القطاع الصحي العريض والولاية تواجه كارثة صحية شبه مؤكدة فى عدد محلياتها حيث أكدت السلطات الصحية عن حالات من (حمى الضنك) ظهرت وسجلت بلدية القضارف أكثر من ٢٥ حالة الأمر استدعى وقفة الوزارة وتصديها للأمر وتخصيص ميزانية إضافية وتعزيز الجهود أيضا لا ننسى قضية أساسية فى سلم الأولية وهي إستتباب الأمن وتوفير الميزانيات المطلوبة بجانب قضايا النازحين وتوفير إحتياجاتهم الضرورية بجانب معسكرات اللجوء التى تستضيفها الولاية.