على يوسف تبيدي يكتب.. السر قدور قيصر الغناء السوداني
بقلم : علي يوسف تبيدي
مات مستودع فن الغناء والشعر والادب الاستاذ الكبير السر قدور صاحب الذاكرة الحديدية والقدرة الفائقة على التوصيف والحكي عن ذكريات الحقيبة ورجالاتها.
كان الرجل يمثل مرجعية لاتوصف في دنيا التاريخ الفني واحوال اباطرة الغناء والطرب وشعراء الاغنية السودانية بفهم ذلك العالم الجميل بكل عنفوانه وزخمه واحواله.
كان السر قدور صاحب عبقرية وتفرد في ميادين الأدب الشعبي بكل قديمه وجديده.. يعرف أسراره ومايعتمله من اشياء غير مشهوده.
السر قدور نذر نفسه لرسالة التطريب والغناء وقضى سنوات عمره المديد في خدمة هذه الرسالة الاجتماعية والتراثية دون كلل وملل.
برز برنامج أغاني أغاني كواحد من أعمال السر قدور الفنية في قناة النيل الازرق فكان برنامجه يحوز على أعلى مشاهدة لمدة ١٧عاما متواصلة دون منافس لبرنامجه في القنوات الأخرى بل كان ذلك البرنامج الاستثنائي نقطة تحول في مسيرة جميع المطربين الذين يظهرون في هذا البرنامج اغاني أغاني ودخول قلوب السودانيين في رمضان المعظم فكان جزءاً مهماً من من اولوياتهم في الشهر الفضيل وقد جاءت هذه المعطيات انطلاقا من عبقرية السر قدور وخبرته الثرة في مجال الفن إلى جانب امتلاكه لناصية الوصول إلى رغبات المشاهدين ودغدغة المشاعر والأحاسيس في دواخلهم.
كان السر قدور من فحول شعراء الأغنية واتسمت مدرستة الشعرية بالاناقة والبساطة والايقاع الجميل والهادف وقد تغني له العديد من كبار المطربين امثال الكاشف وكمال ترباس.
وقد اتخذ القاهرة محطة دائمة له منذ سنوات طويله وعطر مجالسها التي يحفها العديد من السودانيين والمصريين من المثقفين والأدباء بالانس الفياض وزخرف الحديث وسحر المواقف والمعلومات الثرة المتدفقة.
كان السر قدور رجل مجتمع من طراز الدرجة الاولي عارفا بالامثال والحكم والتراث لايعرف له عدو فقد ظل يصادق جميع ألوان الطيف السوداني فضلا عن عشقه للتصوف والعلم النوراني.
رحم الله السر قدور رحمه واسعه وغفر له ماتقدم وتاخر من أعماله وأدخله الجنة مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا ولاحولا ولاقوة الا بالله العلي العظيم.