همسات الصباح
موت عمر بن عبد العزيز
عندما كان عمر بن عبدالعزيز ينازع سكرات الموت قالوا له: قل لا اله الا الله محمد رسول الله.. قال: و متى نسيت حتى تذكروني به, ثم نظر الى السماء وعينه شاخصة وقال: جمالك في وجهي.. حبك في قلبي .. ذكرك في فمي .. فكيف تغيب ؟؟
ثم استأذن من الحاضرين عنده ومن زوجته بأن يخرجوا من الغرفة, فقالت له زوجته ( فاطمة بنت الخليفة عبدالملك بن مروان ) : يا أمير المؤمنين لماذا تخرجني من الغرفة في هذة اللحظات؟ قال : اني أرى في الغرفة وجوها ليست بوجوه انس ولا وجوه جان يحبون الذكر والطيب,
فخرجت زوجته ولكنها أبت أن تترك هذه اللحظات التي يغادر فيها الانسان العظيم الحاكم العادل فوضعت أذنها على باب الغرفة تسمع عمر بن عبدالعزيز يقول:
مرحبا بأبي البشر آدم.
أهلا بخليل الرحمن ابراهيم.
مرحبا بكليم الله موسى.
أهلا روح الله عيسى.
مرحبا سيدي رسول الله.
ثم سكت لحظة وقال: مرحبا بملك الموت زائر أتى على موعد, وأنا أشهد أن لا اله الا الله و أشهد أن محمد رسول الله..
وخرجت روحه الى بارئها ……..
البداية والنهاية لابن كثير
( اللهم أحسن خاتمتنا )همسة للتأمل ….
حج الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك ذات مرة ، وبينما هو يطوف بالبيت رأى سالما بن عبدالله بن عمر بن الخطاب .
وحذاءه مقطعة في يده وعليه ملابس لاتساوي درهمين .
فاقترب منه وسلم عليه ثم قال له:
يا سالم ألك إليّ حاجة؟!
فنظر إليه سالم مستغرباً وغاضباً، ثم قال له :
أما تستحي ونحن في بيت الله وتريد مني أن أرفع حاجتي إلى غير الله ؟
فظهر على وجه الخليفة الإحراج والخجل الشديدين وترك سالم وأكمل طوافه.
وأخذ يراقبه فلما رآه خارجاً من الحرم لحقه وقال له:
يا سالم أبيتَ أن تعرض علي حاجتك في الحرم فاسألني الآن وأنت خارجه
فقال له سالم : هل أرفع إليك حاجة من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة ؟!
فقال الخليفة :
يا سالم من حوائج الدنيا، فإن حوائج الآخرة فلا يُسأل فيها إلا الله.
فقال سالم :
يا هشام والله ما طلبت حاجة من حوائج الدنيا ممن يملك الدنيا ، فكيف أطلبها ممن لا يملكها ؟!..
عندها دمعت عينا الخليفة هشام بن عبدالملك وقال مقولته الشهيرة :
ليتني مثل سالم بملكي كله !!!
هكذا الدنيا وزخرفها سقطت
من أعين العارفين بالله
ونحن اليوم نخاصم من أجلها ونصالح من أجلها ونحب لأجلها ونكره لأجلها سقطت هممنا فسقطنا في مستنقع الدنيا
*اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا*