د.هالة خلف الله تكتب.. توقعات لن يصدقها أحد!
نعيش في (عام التحولات الكبرى) من كل الجوانب*
*لكن الجانب الحاسم منها هو الجانب الإقتصادي ومن ثم العسكري
*بطبيعة الحال هو جانب غير محسوس يشبه تسرب الماء شيئاً فشيئا للوادي حتى يتحول إلى طوفان كبير* *والأمر المتيقن أننا نمر بزلزال إقتصادي كبير هو الأقوى والأضخم في التاريخ بحسب توقعات خبراء الإقتصاد*
*وسيكون تأثير هذا الزلزال كبيرا جدا وواحدة فقط من تأثيراته ستكون الحرب العسكرية الغربية ضد الصين وروسيا في نهاية المطاف*
*لكن متى ستحدث نهاية المطاف هذه؟*
*الأزمة الإقتصادية العالمية ليست وليدة الحرب الأوكرانية لكن الحرب هناك كانت سببا في مضاعفاتها وتسريع وتيرتها*
*تواجه أمريكا وأوروبا خطر التضخم ، والتضخم يعني غلاء الأسعار وشحتها وعدم إمكانية سداد ديون العالم وانهيار البورصات والعملات والمصارف وينتهي بحدوث ركود تاريخي يتوقع أن يكون الأكبر في تاريخ هذه البشرية.*
*التضخم الآمن لا يتجاوز 2% سنويا ويدخل أي بلد مرحلة الخطر الوجودي بوصول التضخم الى 10%*
*على أرض الواقع التضخم في أوروبا بلغ الآن 7.9% وبلغ في أمريكا 8.6% وهو أمر لم يحدث في اسوأ الظروف التي مرت بهذه البلدان*
*ولمعالجة التضخم هناك طريقان :*
*الأول رفع أسعار الفائدة وهو ما يفعله الفدرالي الأمريكي منذ سنة تقريبا لكنه يفشل حتى الآن في كبح جماح هذا التضخم وسيفشل أيضا خلال الأشهر الثلاثة القادمة.*
*الثاني : العودة الإضطرارية للتيسير الكمّي لسداد ديون الشركات في أمريكا والعالم وهو ما يعني طبع الدولار بكميات ضخمة جدا من أجل توفير السيولة ، وهذا هو المتوقع في غضون عام أو أقل (ربما قبل نهاية هذا العام) ، وهذا القرار سيؤدي إلى تضخم ليس بمعدل 8.6% بل بمعدل 18.6% ولكم أن تتخيلوا أي قيمة للدولار تبقى بعد ذلك*
*بطبيعة الحالة هناك هزات ومقدمات لهذا الحدث التاريخي والأمة بدأت مع إنهيار اليونان إقتصاديا ثم تلتها لبنان وسريلانكا مؤخرا والتضخم التركي الذي بلغ ٧٣% ومصر مرشحة لتكون التالية*
*أول الدول التي ستواجه الازمة* *هي*
*🟠الدول العربية ومن ثم إفريقيا ودول جنوب أوروبا وسينتهي بالإنهيار التاريخي المرتقب للدولار وانتهاء إمبراطورية الشيطان الأكبر وقيام إمبراطورية الشرق المتمثلة بالصين وروسيا ومن ينضم إليهم*
*وهكذا أيها السادة تخيلوا على أي عاصفة تاريخية نحن مقبلون*
*لكن هل سيبقى البيت الأبيض متفرجا على الحدث أم أن هناك حلولا يمكن أن تجنبهم هذا الإنهيار*
*نعم ، هنالك خيارا لكنه أشبه بالإنتحار وهو خيار سقوط الصين وروسيا الآن وفورا وليس في نهاية هذا العام ، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا بجر روسيا والصين إلى الحرب العالمية.*
*من هنا يمكن أن نفهم الحماس الأمريكي للحرب في أوكرانيا والحماس المضاعف لإستقلال تايوان في نفس العام والجواب أنهم يريدون حربا عالمية لتجنب الإنهيار (حربا تبدأ الآن وليس غدا)*
*ومن هنا أيضا يمكن تفسير طول النفس الروسي في معارك أوكرانيا فالبعض ممن هو متعجل* *ومتحمس كان يريد من بوتن أن يجتاح كييف وغرب أوكرانيا ويظهر الإقتدار العسكري للروس لكنهم الآن* *يتقدمون بطريقة سلحفاتية وكأن لا شئ أمامهم*
*وكذلك تفعل الصين التي تؤجل المواجهة قدر المستطاع ضد أمريكا*
*وهو عين الحكمة فإذا كانت أمريكا تريد الحرب الآن في ظل ظروفها الإقتصادية السيئة فلماذا تريدها روسيا والصين التي تتقدم إقتصاديا وشعوبها تعيش حالة الرفاهية* *بينما تكتوي الشعوب الأوروبية والأمريكية بالغلاء الفاحش وتهديدات الحرب*
*القيادة الروسية والصينية أذكى من ذلك بكثير فلماذا تحرق بلدانها ومدنها بنار الحرب إذا كان العدو المشترك سينتهي في غضون أشهر وسيصبح دولة فاشلة ويسقط عرش هيمنتها على العالم.*
*وفي تقديري إن أمريكا في نهاية المطاف ستلجأ بنفسها إلى الإحتكاك الكبير مع روسيا والصين مع إعتداءات عسكرية كبيرة وشاملة لتختار الحرب على إنهيار الدولار وهما خيارين أحلامها مر*
*✅متى سيحدث ذلك ؟*
*مثل هذه التوقعات ليس فيها تاريخ محدد والعالم مفتوح على أسوأ السيناروهات لكن بعض خبراء الإقتصاد يتحدثون عن المعطيات الآتية:*
*١) إنهار سوق السندات الحكومية الأمريكية وارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى 3.19٪ في نهاية الشهر الماضي.*
*٢) الإستثمارات في السندات الحكومية الأمريكية تؤدي إلى خسارة 5.4٪ سنويًا.*
*٣) بدأت الحكومات الأجنبية بالتخلص تدريجياً من سندات الحكومة الأمريكية ، الصين تفعل ذلك الآن بمعدل مليار دولار في اليوم.*
*٤) منذ بداية هذا الشهر توقف الإحتياطي الفيدرالي عن شراء السندات الحكومية.*
*٥) يحاول الفدرالي الأمريكي تقليل عدد الدولارات المتداولة ، بما في ذلك طرح سندات الخزانة الأمريكية المشتراة في وقت سابق في السوق.*
*٦) في غضون بضعة أشهر ستواجه الولايات المتحدة أزمة ميزانية ضخمة.*
*٧) سيؤدي إرتفاع عائدات السندات الحكومية إلى إرتفاع تكاليف الإقتراض للشركات.*
*٨) في غضون شهر أو شهرين أو ثلاثة ، ستواجه أمريكا موجة من الإخفاقات الهائلة للشركات غير القادرة على سداد ديونها.*
*٩) من عواقب ذلك إنهيار سوق الأوراق المالية ، الذي له بعد إجتماعي كبير.*
*١٠) سيؤدي هذا إلى التوقف عن محاولة مكافحة التضخم وسيستأنف الإحتياطي الفيدرالي طباعة الدولار على نطاق غير مسبوق.*
*١١) ستبدأ إقتصاديات الدول المرتبطة بالدولار بالإنهيار الواحدة تلو الأخرى وستنتهي لعبة الدولار مع ذلك الحدث.*
*وفي الخلاصة فإن أكثر السيناريوهات الإقتصادية المتفائلة تتوقع أن يحدث كل ذلك خلال سنة واحدة فقط لكن الترجيحات تتوقع أن يحدث كل شيء قبل نهاية هذا العام.*