اعمدة ومقالات

من غبيش تحية.. الحاج رمبس وحكايات العم محمد عجب

سكة قلم

د. خالد مريود
مولانا الشيخ “محمد عجب” رجل ستينى العمر انصاري اللون والوجه يكسوه وقار وعليه هيبة وجلال.. يمشي فلا يسرع تعلو وجهه ابتسامة عريضة دائمة تشدك نحوه في أحآيين كثيرة تجده يرتدى طاقية الانصار تلفها عمامة بيضاء ونظارة بنية سميكة مقعرة قديما كانت تسمى ب(البيرسون) يتقتن ويتفنن فى لبسها السادة ووجهاء القوم وممن لهم بسطة فى المال والجاه وهو فوق هذا وذاك امام وخطيب مسجد الحي الشرقى بمدينة غبيش.
رجل موسوعة فى العلوم الدينية والمعارف. جلس مولانا “محمد عجب” والى جواره الأستاذ عبدالواحد يوسف ابراهيم و صاحب الدار الحاج “حمد رمبس” احد سادة ووجهاء قرية ود وقاسم التى يطلق عليها فى آحايينا كثيرة (ودقاسم البندر حتى العشار صندل) وذلك لروعتها وجمالها واهل قرية ودقاسم كرماء غاية الكرم.
ومن خلف تلك النظارة البنية السميكة يقص علينا مولانا الشيخ محمد عجب بعض الحكايات والأمثال لقدماء وحكماء مدينة غبيش ومن بين الحكايات والأمثال حكاية الحاج (ودمكين) وود مكين هذا من حكماء الادارة الاهلية بكردفان ومدينة غبيش.. صاحب كلمة ورأى ومشورة وممن يشار اليهم بالبنان فى قديم غبيش وسابق عهدها والحكاية التى يقصها الشيخ محمد عجب تقول: ان ود مكين كان يقول لجلسائه وخاصته ان “المال الحلال (نوارتو) واحده لكن له تسعة حبال.. والحرام له تسعة نوارات وحبلو واحد اذ انقطع مات النوار” واصحاب الحكمة دوما يدرون كنه هذه الامثال وهو مثل ونصيحة تدل على الفطنة والحكمة التى كان يتمتع بها المرحوم الحاج ودمكين فى زمانه.
والحيرة تأخذنا لكرم الحاج “حمد رمبس” زعيم قرية ودقاسم وقومه وابناءه الذين كانو وقوفا لخدمتنا وقد أعجبتنى طيبة وبشاشة إبنه الشاب المهذب عبد العزيز الشهير ب”رمبس”.
وودقاسم القرية الوادعة الجميلة التى تقع شمال مدينة غبيش تكسوها خضرة الخريف وتحفها اشجار التبلدي العتيقة تهديك منظرا يسر الناظرين.

Mariod Ads

مريود برس دقة الخبر واعتدال الرأي موقع إخباري شامل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى