إعتقال الصحفي يس عمر بسنار
إعتقلت السلطات الأمنية بولاية سنار صباح اليوم الأحد الصحفي ” يس عمر” رئيس تحرير موقع (الرائد) بسوق سنار.
وقال يس فى رسالة له تحل موقع )مريود برس ) على نسخة منها.
في رحلتي لولاية سنار ضمن وفد هندسي زراعي للمشاريع الزراعية بالولاية وأثناء لقاء مختصر للوفد بإحدى الوزارات بولاية سنار قررت أنا ومعي أحد السواقين أن نشرب كباية قهوة في السوق ولكن، سرعان ما تحولت الفكرة إلى عمل استطلاع في الشارع عن الشأن السياسي والاقتصادي العام.
أخرجت من السيارة أدوات العمل وهي هاتف محمول عادي ومايك “لوقو” وترايبود ونصبته في منتصف الطريق وسرعان ما وجدت القبول من المواطن للحديث عن الوضع العام، لم يستمر هذا الأمر سوى تسعة دقائق ونصف فقط لا غير.
تحركنا بسيارتنا إلى السد وهو يبعد من مكان التصوير بمسافة نحو خمسة دقائق بالعربية روحنا فيها عن أنفسنا ساعة ثم عدنا إلى مكان الاجتماع وعند وصولنا أنزلت زجاج السيارة وطلبت من أحد المرافقين لنا بالركوب وعندها توقفت أمامنا عربة دفع رباعي بسرعة كبير وناداني فلاااان؟ باسم اللوقو الذي كنت أصور به قلت له نعم طلب مني النزول من العربية لأمر مهم…
عرفوني بأنفسهم وأنهم من القوات المسلحة وحدة الاستخبارات وأمر أحدهم عسكري بالركوب معنا للتوجه إلى وحدة الاستخبارات عندها أبرزت له بطاقتي الشخصية وبطاقة عمل وقد تعامل معي بلطف واستسمحتهم أن الوفد الذي يصطحبني كبير المستوى وعليهم أن يسمحوا له بالمغادرة وسأذهب معهم إلى الوحدة فوافقوا بذلك ولكنهم آثروا الذهاب معي وتبعونا…
حدثني أحد أفراد القوى العسكرية بأهمية رفع الحس الأمني لاسيما في منطقة حدودية لهم وأن القوات تعمل بلا كلل ولا ملل لمحاربة الأعمال الموجهه والمشبوهة والتي يغلب عليها الطابع الاستخباراتي لأجندة خارجية وانا ملتزم الصمت، وأن التصوير في الشوارع والمناطق العامة لابد من الرجوع فيه إلى الجهات الأمنية المختصة وهكذا.
عندما وصلنا إلى الوحدة العسكرية بسنار “وحدة الاستخبارات” وادخلوني للضابط المناوب منفردا ولم يسمحوا للوفد بالدخول ألقيت عليهم السلام رد الضابط على مضدد وطلب مني الجلوس وأمر العسكري بفتح التقرير عن عملي في السوق قرأت التقرير وجدت أن المختصين رصدوا حديثي من الوهلة الأولى حتى أنهم كتبوا بداية التصوير بالدقيقة في التقرير ورصدوا أبرز الأقوال والردود من المواطنين وبالغ أحدهم عندما أعطاني هاتف وثقوا به ما قمت بعمله كاملا غير منقوص.
عندها قلت للضابط: يا سيادتك أنا ما فارق معاي أي إجراء قانوني إنت بتعملوا معاي ودا حقك القانوني”
وأنا معترف بالخطأ الذي وقعت فيه عندما قمت بتصوير خبري دون الرجوع إلى الجهات الأمنية المختصة في الولاية لكن أريد أن أعرف كيف تم عمل هذا التقرير المصور بالصورة والصوت والتوقيت بالدقيقة مع أن الأمر لم يصل من أوله إلى آخره إلى عشرة دقائق؟.
رد لي بهدوء: إنت قايل البلد دي قاعده ساكت في السهلة ولا شنو؟
نحن هنا شغالين يا أخوي؟ وأثناء حديث الضابط معي جاءه اتصال أعتقد أنه من جهة عليا واستنكر عليه عدم التمكن من القبض على مصور السوق فأخبره الضابط أني معه في الوحدة.
وأضاف: نحن لا نريد تطبيق سياسات كبت الحريات وهذا حق للإعلام لكننا نريده أن يسير بالشكل القانوني الصحيح وسمحوا لي بالمغادرة بعد أخذ نسخة من كل البيانات الشخصية مني، وعندما ذهبت إلى رئاسة الفرقة أمروا أحدهم فصحبني لأتمكن من نقل رأي الشارع السوداني بمهنية ودون أي تدخل في شأني وما أريد حتى أكملت المادة التي أريد دون أي إملاءات.
لهو فخر للسودان والسودانيين أن تكون قواتهم المسلحة بمثل هذه الدرجة من النباهة والانتباه وأشكر الاستخبارات نيابة عن كل غيور وحادب على مصلحة الوطن ودعم استقراره وأرجوا أن يصل صوتي إلى السئولين وإلى سيادة الرئيس وأركان حربه وسلمه ومن بيدهم القرار وأن يكرم مثل هؤلاء فهل جزاء الإحسان والإتقان إلى الإحسان.