الشاعر عطية ود أبو ريده
تعتبر(دار حمر) من مناطق السودان الزّاخرة بالتراث والفن والشعر والموسيقى ولها تاريخ شعري ضارب الجذور من الفصيح إلي الشعبي والدوبيت.
كما لها شعراء أفذاذ كتبوا عنها وتغنوا لها منهم الشاعر “عطية أبو ريدة) الذي ولد بقرية (ودجعيكيك) بمحلية غبيش ولاية غرب كردفان.
كان الشاعر (أبوريدة) من فحول شعراء العامية هناك.. حاضر البديهة ينظم القصيد بأبسط العبارات مستوحيا من بيئه المحلية فذاع صيته وبلغ الآفاق ومن قصائده الشهيرة قصيدة (ودغزال) التي يقول فيها
يا ود غزال خليت أمهاتك حيل
وحِسْ عجيل دَجَّه فِي الباديل
وكيف توب الحرير الجملُوك غسيل
ومن نيالا البعيدة رسلُولاَ فتيل
ودا ممنوع خلاص يا تاجر أبقى بصير
وللقصيدة قصة مزج من الطرفة والجمال الأدبي استمعت إليها من عمنا “الصادق عجب الداني) خلاصتها.. كان للشاعر (ابوريدة) (زريبة) كبيرة من الأبقار الحلوب وله (ثَوْرٌ) جميلٌ يحبه حباً جماً ومن حبه له أن أسماه ب(ودغزال)..
فعمد إليه بعضُ أصدقائه وخلانه من أهل القرية وقد أوهموه بأن ثوره مصاباً بمرضٍ عضال ولابد من ذبحه فلم يقتنع فعادوا اليه مرات ومرات حتى أقتنع علي مضض فذبحوه وتوزعوا لحمه ثم بعد فترة أخبره صديقه ورفيق دربه “حمد” أن ثوره سليما وذبحه كان مكيدة من أصدقاءه فخيم الحزن عليه وأنشد بخيال خصب وقريحة متفتحة.
حمد بِلْحَيل بِقِيت سَعَّال
ولى ود صوفه أبوك شن قال
قُتْ ليهم و(دغزال) بستاهل المشكار..
عالي من وَريى وقدام كرعينا قصار..
وكل ما شال رفيقا لحقو التَرْتَار
سماحتك آا ود غزال
كيف سماح الدلال الطوي التوتل ولفح الشال
ناس بارا جابوا ليهم حبال
واحد في القرن وواحد في الكراع دَنْبَال
وقبال السِّلاخة ولعُولم نار
ونَي ما نجض إتبالعُوا حار حار
أنى نفسي مِقافرا كنوم وحالا
الشين هين تَرا قاسي ستر الحال
الى أن قال:
كرعينك طق طق بتاً عاجا سن الفيل
مدلوك سبيلها وحجولولها شليل
ونص الليل إن دسه عليها دخيل
إسيمها ما من جيبا لي ناس أبو ظريبيل
الرب كان حكم ما بنفع التدبير
لمو ناس جوقا وإسماعيل ابوصنيقير
والعاجب حلف بى ضِراعا يشيل
وابوغنية وقف لى كترة التهويل
قُت لي إت الضمينة ما تبقي لينا عوير
ومن اللاَّريت بعيد قزقزنلا حمير
واحد اب تجري نامن وقرها يسيل
قطعوك خلاص وشالوبك الوعير
ما فيهم زول بقول بتك سمحة ولبنها كتير
إلا لحماَ حلو وكوما كبير
قت ليهم عشان أكلا رز وشرابا عصير
ونلتقى