اعمدة ومقالات

الأبـيض: اب قبه فحل الديوم..

سڪة قــلم
*د.خـــــالد مـــريود*✍

mariodmariod10@gmail.com

ونحن نغادر مدينة (الرهد) كانت جموع المصلين تخرج من مسجدها الكبير زرافات ووحدانا بجلاليبهم البيضاء نحو فضاءاتها العامرة بالخضرة والنقاء والشمس مائلة نحو الغروب ومابين رزازات المطر المتساقط وريح الصعيد الباردة تستقبلنامدينة (الابيض – أبقبة فحل الديوم) والليل قد اسدل استاره فتلألأت انوارها وبانت
لتزيد من بهاء الباسم.
وفى الصباح الباكر يممت وجهى نحو سوق ابوجهل والذي سمي حديثا بسوق عبدالله ابن مسعود ونظرة خاطفة لحديقة 21 اكتوبر وساحة النصر وحديقة البلدية وسينما الأبيض ومتحف شيكان العراقة والتاريخ.. استاد الابيض ومسجدها الكبير الذي اصبح تحفة معمارية تزين جيدها وقبل ان أصل لوجهتى وحتى لا انسي فقد مررت بسوق المحاصيل، وكلية طب جامعة كردفان منارة العلم والمعرفة ومستشفي الابيض الفسيح الرحيب باسواره وانواره.
طوالابيض تتطور تطوراً بائناً يلحظه كل زائر.
مستشفيات خاصة ومراكز لربما تتفوق على رصيفاتها فى الخرطوم من حيث العمارة.
وفى طريق العودة كان هناك مبنى المديرية والقضائية وبيت كردفان اوبيت الضيافة والذي يقال عنه انه بُني خصيصاً للملكة اليزابيث عند زيارتها الشهيرة لمدينة الابيض ابان حكومة عبود فى العام 1965م وهي المدينة الثانية التى تزورها بعد الخرطوم.
ونعرجُ الي السوق الكبير نرتشف كوباً من الحليب المقنن.. وشريط الذكريات عندما كنا نعبرها غرباً نصلي الظهر فى مسجد الشيخ اسماعيل الولي سيد الاسم.
ولكم سرني جداً ذاك التطور المتسارع للمدينة والنهضة العمرانية الكبيرة لواحدة من اهم واكبر مدن السودان مدينة تزخر بالفن والعلم فالأبيض هي شيكان والتاريخ.. الابيض خليل اسماعيل، وعبدالرحمن عبدالله، وعبدالقادر سالم، وام بلينا السنوسي، وثنائي النغم، والروائية ملكة الدار محمد عبدالله، والفنان المسرحي مكي سنادة، والموسيقار الماحي اسماعيل، والشاعر *محمد المكي ٳبراهيم* الذي انشدها اروع القصائد..
الله يا خلاسيه
يا حانةٌ مفروشةٌ بالرمل
يا مكحولة العينين
يا مجدولة من شعر أغنية
يا وردة باللون مسقيّه
بعض الرحيق أنا
والبرتقالة أنت
والشاعر “محمد عثمان
الحلاج” الملقب بــ”ملك كردفان المفدي” والذي قال:
“أبقى كنبة جوّا الفصول أبقى ساعة في إيد سِت بتول”
والصحافي المعتق *الفاتح النور* مؤسس جريدة كردفان اول جريدة اقليمية ومفتى السودان القاضي احمد الازهرى وآخرين..
الابيض التى كتب عنها ووصفها الكاتب الصحفي *عبدالله الشيخ* صاحب (خط الاستواء) الأُبيّض مدينة لا حياد معها،، رمالها ودعاشها،، التبلدي وحقول السمسم ،،عواليها من جبل كردفان الى جبل كرباج ،،من خورطقّت إلى العُشر.. حيثما دوّت رعودها وطار السمبر.. حيثما حبا جداد الوادي.. حيثما جئت إليها، فهي مثل “الهالوك”، ثمر ليالي كردفان.
حقاًّ.. انها اب قبه فحل الديوم.

*ونلـتـقي*..

Mariod Ads

مريود برس دقة الخبر واعتدال الرأي موقع إخباري شامل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى